- حمد السعيدي
- المساهمات : 231
نقاط : 700
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/12/2017
تعليم الصم .. سامي جميل
السبت ديسمبر 16, 2017 11:11 pm
بعيدًا عن مستوى خبرات مدرسي الصم والنظم التعليمية التى تتبعها مؤسساتهم التعليمية في وطننا العربي..
فإن مشكلة تعليم الصم تكمن في عنصرين رئيسيين..
العنصر الأول وهو أن اللغة العربية في أصلها لغة سماعية..
ومن ثم فإن تعليم من بدأوا تدخلهم المبكر بأسلوب التخاطب والنطق وقراءة الشفاه ككل متكامل واستكملوا ذلك بالدمج في فصول التعليم العام بين السامعين وبجهود لا ننكرها من أمهاتهم غالبًا هم من يصلوا إلى مرحلة التعليم المتميز ويجيدون قراءة وكتابة اللغة العربية بل والتحدث بها مثلنا تماما.. وبالطبع فإن من فقدوا السمع في سن متقدمة نسبيا وبخاصة بعد الالتحاق بالتعليم العام لسنوات ما.. هم الأقدر نسبيا على استكمال تعلم اللغة العربية بطلاقة بل والوصول إلى مؤهلات عالية لأنهم بدأوا التعامل مع اللغة في أصلها المتمثل في كونها لغة سماعية..
أما العنصر الثانى فيتمثل في لغة الإشارة التي يتعامل بها الصم..
فلغة الإشارة لغة وصفية مرئية لا تقرأ ولا تكتب وهي تختلف تماما عن طبيعة اللغة العربية كما أن لغة الإشارة لا تبدأ بفعل على الإطلاق إلا في فعل الأمر، بينما اللغة العربية ما بين جملة إسمية وفعلية كذلك لا توجد في لغة الإشارة الروابط بين الكلمات والحروف الزائدة مثل حروف العطف وال التعريف بل إن الضمائر في لغة الإشارة غالبا ما يعبر عنها الصم من خلال إتجاهات المفردة الإشارية فتغيير إتجاه حركة الإشارة لكلمة ما يدمج بها الضمير تلقائيا.. وغيرها الكثير من الاختلافات بين اللغتين..
ومن ثم نصل هنا إلى حقيقة أن تعليم الصم الذين تعتبر لغة الإشارة هي لغتهم الأولى تماما فإن الصعوبة فيها تتمثل في طريقة واستراتيجية التدريس المتبعة: هل تحقق السيطرة على هذا التناقض بين اللغتين: اللغة العربية ولغة الإشارة؟؟
بالنظر إلى الاستراتيجيات المتبعة في تدريس الصم ممن تمثل لغة الإشارة بالنسبة لهم لغتهم الأولى والأساسية والوحيدة فإننا نجدها تتنوع بين العديد من الاستراتيجيات التى يعلمها غالبية العاملين في المجال متمثلة في:
التخاطب وقراءة الشفاه
لغة الإشارة وما تتضمنه من الهجاء الأصبعي
والأسلوبان كليهما هما أساليب تواصل وليست منهجية أو استراتيجية أو طريقة للتدريس.. وبالطبع لا تحل أبدا مشكلة التناقض بين اللغتين العربية والإشارية ومن ثم يخرج الأصم من هذا الأسلوب في التدريس لا يعى حقيقة مفردات اللغة العربية ويكون ضعيفا تماما فيها.. وتجاربنا على المستوى العربى تؤكد ذلك..
التواصل الكلي
وهو بحق دمج ما بين الطريقتين ودعونا نتحدث صراحة.. أعتبرها التربويون الحل الأمثل لتدريس اللغة العربية للصم.. ولكنها بالفعل ليست سوى دمج لأسلوبي تواصل معا وليست طريقة أو استراتيجية مقننة للوصول باللغة العربية وخباياها إلى الصم..
طريقة ثنائي اللغة ثنائي الثقافة
وبالرغم من كونها أحدث الوسائل التى تغنى بها الغرب في تدريس الصم بل وسار على نهجهم الباحثون في استراتيجيات تدريس الصم.. إلا إنها بالفعل لم تصل أيضا بتعليم الصم إلى النموذج الأمثل الذى نحلم به.. بل لا زالت هناك أوجه قصور في الوصول بخبايا اللغة العربية إلى الصم من خلال هذه الطريقة..
نعاني للأسف من الاختلاف بين العاملين في المجال ممن يمارسون مهنة التدريس داخل فصول الصم والذين يقابلون تلك الصعوبات الجمة في تعليم اللغة العربية للصم، وبين الأكاديميين من الباحثين وأساتذة الجامعة ممن يتعاملون مع الجانب النظري في طرق تدريس الصم من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه.. ولم يحقق فيهم باحث أو أستاذ نتيجة فعالة وحقيقية في تعليم الصم الذين تمثل لغة الإشارة بالنسبة لهم لغة أولى وأساسية بأن يتم الوصول بهم إلى تعلم اللغة العربية والتواصل بها تماما مثلنا..
طريقة التعلم المرئي باللغة المرئية VL2
هذه الطريقة تسمى Visual Learning – Visual Language ولذا سميت (VL2) وهذه الطريقة تعتمد على تدريس الصورة المرئية من اللغة العربية متمثلة في اللغة المكتوبة على الورقة وليست اللغة المنطوقة على الشفاه، هى طريقة تهدف إلى تعليم اللغة العربية للصم بصورتيها المكتوبة والمنطوقة ولكنها تعتمد في الأساس على الصورة المكتوبة لأنها هى الصورة المرئية والواضحة تماما أمام أعين الصم.. هذه الطريقة تعتمد على جانب الصرف والاشتقاق في اللغة العربية ومن ثم فهي تحقق مع الأصم إدراك البنية الحقيقية للغة العربية المكتوبة وتمنع التداخل واللبس في المعنى بين الكلمات القريبة في الشكل عند كتابتها والقريبة في المعنى من ناحية المرادفات وتحقق وضوحاً حقيقىاً للصم في تعلم اللغة العربية.. ولي تجربة شخصية في إعداد منهج بهذا الأسلوب لتعليم الصم سيجد طريقه بإذن الله قريبا..
يجب أن نؤكد أن اختلاف الصم فيما بينهم من حيث الفروق الفردية في كافة سمات الشخصية وأسلوب التواصل تجعلنا دوما نصل بهم إلى التعليم المنشود من خلال الخلط والمزج بين أساليب التواصل المختلفة..
ولكن…
ما يضعنا دوما في تخبط في تدريس الصم أننا نريد التركيز على أسلوب التواصل دون التركيز على استراتيجية وطريقة التدريس والتى تعني أسلوب الوصول بالمعلومة الحقة والدقيقة والكاملة إلى الصم سواء في تدريس اللغة العربية بمفرداتها وقواعدها واشتقاقاتها أو في تدريس العلوم المختلفة مع الوضع في الاعتبار أنه يتم تدريس أية مادة دراسية.. أيضاً.. بمفردات اللغة العربية…
استشعر أن هناك إنطلاقة ما سوف تتحقق من خلال شراكة بين الصم أنفسهم أصحاب لغة الإشارة التى تمثل لغتهم الأولى والأساسية وبين مدرسيهم الذين يبحثون ويكدون من أجل الوصول معهم وبهم إلى رؤية واضحة وحقيقية للتدريس لهم…
وأكرر كلمة نهائية لأساتذة التربية.. إن منهجا فقيرًا في المحتوى وغنيًا في طريقة تدريسه أفضل بكثير من منهج غني في المحتوى وفقير في طريقة تدريسه… فالمسؤولية الأكبر تقع على مدرس الفصل لا على النظم ولا السياسات التعليمية ولا حتى على المناهج التربوية…
فإن مشكلة تعليم الصم تكمن في عنصرين رئيسيين..
العنصر الأول وهو أن اللغة العربية في أصلها لغة سماعية..
ومن ثم فإن تعليم من بدأوا تدخلهم المبكر بأسلوب التخاطب والنطق وقراءة الشفاه ككل متكامل واستكملوا ذلك بالدمج في فصول التعليم العام بين السامعين وبجهود لا ننكرها من أمهاتهم غالبًا هم من يصلوا إلى مرحلة التعليم المتميز ويجيدون قراءة وكتابة اللغة العربية بل والتحدث بها مثلنا تماما.. وبالطبع فإن من فقدوا السمع في سن متقدمة نسبيا وبخاصة بعد الالتحاق بالتعليم العام لسنوات ما.. هم الأقدر نسبيا على استكمال تعلم اللغة العربية بطلاقة بل والوصول إلى مؤهلات عالية لأنهم بدأوا التعامل مع اللغة في أصلها المتمثل في كونها لغة سماعية..
أما العنصر الثانى فيتمثل في لغة الإشارة التي يتعامل بها الصم..
فلغة الإشارة لغة وصفية مرئية لا تقرأ ولا تكتب وهي تختلف تماما عن طبيعة اللغة العربية كما أن لغة الإشارة لا تبدأ بفعل على الإطلاق إلا في فعل الأمر، بينما اللغة العربية ما بين جملة إسمية وفعلية كذلك لا توجد في لغة الإشارة الروابط بين الكلمات والحروف الزائدة مثل حروف العطف وال التعريف بل إن الضمائر في لغة الإشارة غالبا ما يعبر عنها الصم من خلال إتجاهات المفردة الإشارية فتغيير إتجاه حركة الإشارة لكلمة ما يدمج بها الضمير تلقائيا.. وغيرها الكثير من الاختلافات بين اللغتين..
ومن ثم نصل هنا إلى حقيقة أن تعليم الصم الذين تعتبر لغة الإشارة هي لغتهم الأولى تماما فإن الصعوبة فيها تتمثل في طريقة واستراتيجية التدريس المتبعة: هل تحقق السيطرة على هذا التناقض بين اللغتين: اللغة العربية ولغة الإشارة؟؟
بالنظر إلى الاستراتيجيات المتبعة في تدريس الصم ممن تمثل لغة الإشارة بالنسبة لهم لغتهم الأولى والأساسية والوحيدة فإننا نجدها تتنوع بين العديد من الاستراتيجيات التى يعلمها غالبية العاملين في المجال متمثلة في:
التخاطب وقراءة الشفاه
لغة الإشارة وما تتضمنه من الهجاء الأصبعي
والأسلوبان كليهما هما أساليب تواصل وليست منهجية أو استراتيجية أو طريقة للتدريس.. وبالطبع لا تحل أبدا مشكلة التناقض بين اللغتين العربية والإشارية ومن ثم يخرج الأصم من هذا الأسلوب في التدريس لا يعى حقيقة مفردات اللغة العربية ويكون ضعيفا تماما فيها.. وتجاربنا على المستوى العربى تؤكد ذلك..
التواصل الكلي
وهو بحق دمج ما بين الطريقتين ودعونا نتحدث صراحة.. أعتبرها التربويون الحل الأمثل لتدريس اللغة العربية للصم.. ولكنها بالفعل ليست سوى دمج لأسلوبي تواصل معا وليست طريقة أو استراتيجية مقننة للوصول باللغة العربية وخباياها إلى الصم..
طريقة ثنائي اللغة ثنائي الثقافة
وبالرغم من كونها أحدث الوسائل التى تغنى بها الغرب في تدريس الصم بل وسار على نهجهم الباحثون في استراتيجيات تدريس الصم.. إلا إنها بالفعل لم تصل أيضا بتعليم الصم إلى النموذج الأمثل الذى نحلم به.. بل لا زالت هناك أوجه قصور في الوصول بخبايا اللغة العربية إلى الصم من خلال هذه الطريقة..
نعاني للأسف من الاختلاف بين العاملين في المجال ممن يمارسون مهنة التدريس داخل فصول الصم والذين يقابلون تلك الصعوبات الجمة في تعليم اللغة العربية للصم، وبين الأكاديميين من الباحثين وأساتذة الجامعة ممن يتعاملون مع الجانب النظري في طرق تدريس الصم من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه.. ولم يحقق فيهم باحث أو أستاذ نتيجة فعالة وحقيقية في تعليم الصم الذين تمثل لغة الإشارة بالنسبة لهم لغة أولى وأساسية بأن يتم الوصول بهم إلى تعلم اللغة العربية والتواصل بها تماما مثلنا..
طريقة التعلم المرئي باللغة المرئية VL2
هذه الطريقة تسمى Visual Learning – Visual Language ولذا سميت (VL2) وهذه الطريقة تعتمد على تدريس الصورة المرئية من اللغة العربية متمثلة في اللغة المكتوبة على الورقة وليست اللغة المنطوقة على الشفاه، هى طريقة تهدف إلى تعليم اللغة العربية للصم بصورتيها المكتوبة والمنطوقة ولكنها تعتمد في الأساس على الصورة المكتوبة لأنها هى الصورة المرئية والواضحة تماما أمام أعين الصم.. هذه الطريقة تعتمد على جانب الصرف والاشتقاق في اللغة العربية ومن ثم فهي تحقق مع الأصم إدراك البنية الحقيقية للغة العربية المكتوبة وتمنع التداخل واللبس في المعنى بين الكلمات القريبة في الشكل عند كتابتها والقريبة في المعنى من ناحية المرادفات وتحقق وضوحاً حقيقىاً للصم في تعلم اللغة العربية.. ولي تجربة شخصية في إعداد منهج بهذا الأسلوب لتعليم الصم سيجد طريقه بإذن الله قريبا..
يجب أن نؤكد أن اختلاف الصم فيما بينهم من حيث الفروق الفردية في كافة سمات الشخصية وأسلوب التواصل تجعلنا دوما نصل بهم إلى التعليم المنشود من خلال الخلط والمزج بين أساليب التواصل المختلفة..
ولكن…
ما يضعنا دوما في تخبط في تدريس الصم أننا نريد التركيز على أسلوب التواصل دون التركيز على استراتيجية وطريقة التدريس والتى تعني أسلوب الوصول بالمعلومة الحقة والدقيقة والكاملة إلى الصم سواء في تدريس اللغة العربية بمفرداتها وقواعدها واشتقاقاتها أو في تدريس العلوم المختلفة مع الوضع في الاعتبار أنه يتم تدريس أية مادة دراسية.. أيضاً.. بمفردات اللغة العربية…
استشعر أن هناك إنطلاقة ما سوف تتحقق من خلال شراكة بين الصم أنفسهم أصحاب لغة الإشارة التى تمثل لغتهم الأولى والأساسية وبين مدرسيهم الذين يبحثون ويكدون من أجل الوصول معهم وبهم إلى رؤية واضحة وحقيقية للتدريس لهم…
وأكرر كلمة نهائية لأساتذة التربية.. إن منهجا فقيرًا في المحتوى وغنيًا في طريقة تدريسه أفضل بكثير من منهج غني في المحتوى وفقير في طريقة تدريسه… فالمسؤولية الأكبر تقع على مدرس الفصل لا على النظم ولا السياسات التعليمية ولا حتى على المناهج التربوية…
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى