- عمر الزهراني
- المساهمات : 4
نقاط : 13
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 13/12/2017
حسن الظن بالله تعالى
السبت ديسمبر 16, 2017 9:24 pm
كتب الله سبحانه وتعالى الموت على جميع خلقه، ولم يستثن من ذلك أحداً، فإن الموت حقٌ على كل الناس، وهو جزءٌ من عقيدة المسلم وإيمانه، حيث إنّه يعلم يقيناً أنّه ميتٌ لا شك، وأنه سينتقل من الدنيا إلى الآخرة، ولذلك فإن المؤمن يدرك أنه سيلقى الله سبحانه وتعالى عاجلاً أو آجلاً، وأن الله سيحاسبه على ما كان منه من أعمال وأقوال في الدنيا، وأنه لن ينجو من عذاب الله وعقابه إلا بالعمل الصالح والإيمان المُطلق بالله وحده، وأن لا يشرك به أحداً من خلقه، وإنّ ممّا يُجازي الله عليه عباده المُؤمنين عليه ويُكفاؤهم عليه إحسان الظن بالله والتوكّل عليه في كل أحوالهم، إذ طلب الله من عباده طاعته وعبادته وتوحيده، وفسح لهم المجال لاستدراك ما وقعوا به من معاصي وآثام، فإذا ما استغفروا الله على تلك الذنوب وأدّوا ما فُرِضَ عليهم من الطاعات فإن الله سيغفر لهم لا محالة، وسيُثيبهم على الطاعة، وإن أحسن العبد الظن بالله فإن الله سيُصدِق ظنّه ويُنجّيه من العذاب، قال المصطفى في الحديث الذي يرويه عن ربه: (قال اللهُ جلَّ وعلا: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي؛ إنْ ظنَّ خيرًا، وإنْ ظنَّ شرًّا).
الظنّ في اللغة يعني الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، ويُستعمَل لفظ الظن والشكّ في اليقين على حدٍ سواء. ويُقصد بحُسن الظن بالله في الاصطلاح هو أن يعلم المُبتَلى أنّ الذي ابتلاه هو الله -سبحانه وتعالى- الحكيم الرحيم، وأنّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يُرسِل إليه البلاء ليُهلكه به، أو ليُعذّبه به، أو ليُؤذيه، أو ليضرّه، وإنّما أُرسِل البلاء إليه كما أَرسله إلى غيره من الخلق؛ ليمتحنهم ويمتحنه، ويعلم مدى إيمانه وصبره ورضاه على ما أصابه من الابتلاء، وكي يسمع دعاءه في جوف الله إن كان من أهل الدعاء، وتضرّعه ورجاءه لله بأن يكشف عنه ما أصابه من البلاء، وليرى هل سيصبر على ما أصابه؟ أم أنّه سيكفر بالله ولا يتجاوز ذلك الاختبار إلا فاشلاً؟ وليرى الله عبده المُبتَلى مُتذلِّلاً له يرجوه ولا يرجو سواه، ويدعوه ولا يدعو سواه
حسن الظن بالله ليس بالأمر السهل، وليس كذلك بالأمر الصعب، إنما ينبغي على المسلم أن يقوم ببعض الأمور حتى يصل إلى القدرة على إحسان الظن بالله، ومن الأمور التي ينبغي على المسلم فعلها لأجل ذلك ما يأتي:
1- فَهم معاني أسماء الله الحسنى وإدراك صفاته، والإلمام بكل ما يُحيط بتلك الأسماء والصفات، والاطّلاع التام على مِقدار حكمة الله سبحانه وتعالى، وقدرته في خلق الخلق وإيجادهم، وحكمته في العطاء والمنع، وحكمته فيما يُصيب العبد من مصائب وابتلاءات وهموم، وحكمته في كلّ ما يمرّ بالعبد من خيرٍ وشر، وأنّ الله هو وحده المُتصرّف بذلك والقادر عليه.
2- اجتناب المنكرات والآثام والمعاصي، والتوبة على ما اقترف من ذنوب وخطايا، فأنّ المُسلم إذا عصى الله ثم استغفره فإنّه يُدرك جيداً أنّ الله سيغفر له ما كان منه؛ لندمه على ما أذنب، وتوبته الصادقة، وعزمه ألا يعود إليه، فيكون قد وصل إلى إحسان الظن بالله.
3- الإقبال إلى الله بحسن العمل، والسعي لإدراك أعلى المنازل في الجنة، والثقة بأن الله سيدخله في جنّته ويُنجيه من عذابه إذا ما هو قام بما أمره بالقيام به وامتنع عما حرمه ونهاه عنه، وألا يطلب الأجر والثزاب على ما يفعل إلا من الله وحده، وأن يعتقد يقيناً أن الله -سبحانه وتعالى- سيثيبه على ذلك إن التزم به، وأنه سيغفر له إن استغفره وتاب إليه.
4- أن يدرك المسلم أن خزائن السماوات والأرض بيد الله وحده، وأنّه هو الوحيد المُتصرّف فيها بالخلق والإيجاد والإعطاء، وأنّه وحده يُعطي عباده دون أن ينقص ذلك شيئاً من ملكه، وأنّه لا يمنع عن أحدٍ من عباده الرزق أو الخير لبخلٍ أو لحاجته لما منع، وأنّ الله لا ينتفع بطاعة الطائعين ولا يتضرّر بمعصية العاصين.
5- أن يصبر على ما يصيبه من البلاء والمحن، ويحتسب في ذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى، حيث قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (عجباً لأمرِ المؤمنِ إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له)
وفقني الله واياكم لكل خير
منقول.
الظنّ في اللغة يعني الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، ويُستعمَل لفظ الظن والشكّ في اليقين على حدٍ سواء. ويُقصد بحُسن الظن بالله في الاصطلاح هو أن يعلم المُبتَلى أنّ الذي ابتلاه هو الله -سبحانه وتعالى- الحكيم الرحيم، وأنّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يُرسِل إليه البلاء ليُهلكه به، أو ليُعذّبه به، أو ليُؤذيه، أو ليضرّه، وإنّما أُرسِل البلاء إليه كما أَرسله إلى غيره من الخلق؛ ليمتحنهم ويمتحنه، ويعلم مدى إيمانه وصبره ورضاه على ما أصابه من الابتلاء، وكي يسمع دعاءه في جوف الله إن كان من أهل الدعاء، وتضرّعه ورجاءه لله بأن يكشف عنه ما أصابه من البلاء، وليرى هل سيصبر على ما أصابه؟ أم أنّه سيكفر بالله ولا يتجاوز ذلك الاختبار إلا فاشلاً؟ وليرى الله عبده المُبتَلى مُتذلِّلاً له يرجوه ولا يرجو سواه، ويدعوه ولا يدعو سواه
حسن الظن بالله ليس بالأمر السهل، وليس كذلك بالأمر الصعب، إنما ينبغي على المسلم أن يقوم ببعض الأمور حتى يصل إلى القدرة على إحسان الظن بالله، ومن الأمور التي ينبغي على المسلم فعلها لأجل ذلك ما يأتي:
1- فَهم معاني أسماء الله الحسنى وإدراك صفاته، والإلمام بكل ما يُحيط بتلك الأسماء والصفات، والاطّلاع التام على مِقدار حكمة الله سبحانه وتعالى، وقدرته في خلق الخلق وإيجادهم، وحكمته في العطاء والمنع، وحكمته فيما يُصيب العبد من مصائب وابتلاءات وهموم، وحكمته في كلّ ما يمرّ بالعبد من خيرٍ وشر، وأنّ الله هو وحده المُتصرّف بذلك والقادر عليه.
2- اجتناب المنكرات والآثام والمعاصي، والتوبة على ما اقترف من ذنوب وخطايا، فأنّ المُسلم إذا عصى الله ثم استغفره فإنّه يُدرك جيداً أنّ الله سيغفر له ما كان منه؛ لندمه على ما أذنب، وتوبته الصادقة، وعزمه ألا يعود إليه، فيكون قد وصل إلى إحسان الظن بالله.
3- الإقبال إلى الله بحسن العمل، والسعي لإدراك أعلى المنازل في الجنة، والثقة بأن الله سيدخله في جنّته ويُنجيه من عذابه إذا ما هو قام بما أمره بالقيام به وامتنع عما حرمه ونهاه عنه، وألا يطلب الأجر والثزاب على ما يفعل إلا من الله وحده، وأن يعتقد يقيناً أن الله -سبحانه وتعالى- سيثيبه على ذلك إن التزم به، وأنه سيغفر له إن استغفره وتاب إليه.
4- أن يدرك المسلم أن خزائن السماوات والأرض بيد الله وحده، وأنّه هو الوحيد المُتصرّف فيها بالخلق والإيجاد والإعطاء، وأنّه وحده يُعطي عباده دون أن ينقص ذلك شيئاً من ملكه، وأنّه لا يمنع عن أحدٍ من عباده الرزق أو الخير لبخلٍ أو لحاجته لما منع، وأنّ الله لا ينتفع بطاعة الطائعين ولا يتضرّر بمعصية العاصين.
5- أن يصبر على ما يصيبه من البلاء والمحن، ويحتسب في ذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى، حيث قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (عجباً لأمرِ المؤمنِ إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له)
وفقني الله واياكم لكل خير
منقول.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى