مدرسة عويم بن ساعدة المتوسطة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
فواز باجوده
المساهمات : 7
نقاط : 22
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/12/2017

نشأة النسيج وتطوره عبر العصور Empty نشأة النسيج وتطوره عبر العصور

السبت ديسمبر 16, 2017 8:44 pm
تقييم المساهمة: 100% (1)
مما لاشك فيه أن حضارة مصر القديمة تعد من أولى الحضارات الكبيرة المستقرة ذات القيم الراسخة والتقاليد المتواصلة والآثار الكثيرة الباقية التي سجلها المصريون القدماء على المعابد والقبور مسجلين بذلك صورة واضحة لمعالم الحياة اليومية في ذلك الوقت وعلى ذلك فقد أصبح الشرق مهد المعرفة وأصل الحضارات التي انتشرت فيه العلوم والفنون وانبعثت منه أنوار المعرفة في الغرب ومن أهم الأعمال التي اشتهرت بها المصري القديم وتطورت على مر السنين هي صناعة النسيج التي بلغت من الدقة مبلغاً كبيراً وباستثناء صناعة النسيج كان في مقدور الإنسان المصري القديم الاستغناء عن أشياء كثيرة لا غنى عنها اليوم في تسيير حياتنا اليومية مثل الآلات المعدنية والعملات النقدية والعربات ، وكان لفن وصناعة النسيج شأناً آخر في حياة القدماء المصريين وليس لأدل على ذلك من إلحاق الورش التي تقوم على هذه الصناعة بالمعابد الكبرى كما حرصت الأسر الملكية على وجود ورش خاصة بها في قصورها وقلدها في ذلك النبلاء وعلية القوم ، بينما ألحقوا هذه الورش بقصورهم وجلبوا لها الصناع المهرة من أماكن شتى كما كانت الأردية المصنوعة من الكتان هي الأكثر شعبية وشهرة في هذه العصور وانعكس ذلك على نبات الكتان الذي أصبح ذو قيمة عالية كما عرف الإنسان المصري القديم في عصور ما قبل التاريخ الملابس المغزولة من الصوف أما تلك المصنوعة من القطن فقد بدأ المصري القديم في ارتدائها في القرن الأول بعد الميلاد خلال الحقبة اليونانية والرومانية.

ومن الآثار التي تدل على روعة المصري القديم في عمل النسيج بأشكال متعددة ما وجد في المتحف المصري حيث استخدموا أسلوب مبرد 2/2 في عمل نسيج يستخدم في عمل وجه الأسرة كما استخدموا النسيج في عمل الأحذية ، إضافةً إلى الملابس وقاموا بصناعة النسيج من الجريد أيضاً ، ومما يدل على تقدمهم وإتقانهم لهذه الصناعة وهي وجود اليات والبليهات في النسيج فقد تم اكتشاف قطعة نسيج سادة بها طيات مما يدل على وصولهم إلى قمة الأبتكار ومن أهم المميزات التي وجدت أيضاً لمعة على سطح النسيج وتم إيجاد نسيج من الكتان بأسلوب سادة (1/4) مما يدل على قدرتهم على استخدام التراكيب النسيجية المختلفة (سادة/ مبرد) .

ومما يثير الدهشة والأعجاب في نفس الوقت هو تعدد الألوان في المنسوجات والتي ظلت على حالها على مر السنين ومن أهم هذه الألوان التي اشتهر بها المصري القديم ( أخضر – أحمر – ابيض – أسود – أزرق – أصفر ) ، وابتدعوا في تزيين الملابس بوسائل الزخرفة المتعددة المعروفة في يومنا الحالي ( الإكسسوارات).

ومما للنسيج من شأن عظيم وتطوره على مر السنين تم افتتاح متحف للنسيج في سبيل محمد على باشا في النحاسيين يشمل قطع فنية عظيمة تبين تطور النسيج على مر السنين.

- يبدأ بالقسم الفرعوني:-

وفيه يعرض معظم المنسوجات الفرعونية المصنوعة من الكتان وتتعدد أشكالها من حيث اسلوب الزخرفة أو استخدام الكنارات مثلاً من الحروف الهيروغليفية منسوجة بأسلوب القباتي وعمل أنسجة ذات مثافات مختلفة لإعطاء تأثيرات معينة (كاروهات – مقلم) وجود شراشيب في بعض الأنسجة ووجود أنسجة ذات تراكيب مركبة معقدة مثل وجود وبرة على سطح النسيج كما تم إيجاد نسيج من الكتان رقيق مما يدل على قمة الدقة والأبتكار للوصول إلى هذا الحد وهو تحويل الكتان إلى نسيج رقيق جداً ، كما قاموا بالرسم والطباعة على القماش بألوان مختلفة وقاموا باستخدام للصباغة للأقمشة بأسلوب العقد والربط لأنتاج أقمشة ذات تأثيرات معينة كما قاموا بدمج خامتين معاً حيث تم إيجاد رداء من الكتان لسيدة محلى بشرائط من الصوف.

- تطور الملابس في العصر القبطي:-

حيث استخدموا عملية تنسيل اللحمات لعمل الكنارات وظهرت حرية وتطوير أكثر وعملية تجميع في الملبس الواحد ورسومات مرتبطة بالعقيدة واستخدام لحمات بألوان مختلفة لإعطاء تأثيرات معينة ، وكانت فكرة عمل المنسوجات في هذه المرحلة هي التناسق في الألوان واستخدام الوبرة والتباستري مثل العصر الفرعوني ، ولكن الأختلاف في الموضوعات وارتباطها بالعقيدة.

- تطوير النسيج في العصر الأسلامي:-

وقد قسم فيه جميع المنسوجات قائمة على الكتابات والخط العربي والبعد عن الكائنات الحية وفي بداية العصر الإسلامي في العصر ( الأموي) كان به بعض ملامح من الفن القبطي الذي يسبقه إلى أن تتطور العقيدة والأسلوب ثم ظهرت الزخارفالنباتية والحيوانية على الأقمشة ، ولكن بطريقة محرفة لا تماثل الطبيعة واستخدموا نسيج الصوف وكانت الملابس هي عنصر التواصل بين الملوك والأمراء في العصر الأسلامي.

كما ظهر النسيج المزدوج وأقمشة متقدمة باسلوب (الزردخان) باستخدام لحمات ذات تخانة عالية حتى تظهر متشابهة على الوجهين ، وتميزت الملابس بعد ذلك بخاصية معينة وهي استخدام الأشكال الهندسية وأشهرها الدائرة في الزخرفة وتحويل الفراغ إلى شكل والشكل إلى فراغ وتميزوا بالدقة في التطريز الذي كان من الصعب تحقيقه في العصر الفرعوني.

ثم ظهر بعد ذلك في العصر الفاطمي ( العصر الذهبي للفن الأسلامي) ، وكان قماش الأرضية حرير والكتابات آيات قرآنية أو اسم المٌهدى منه مثل كسوة الكعبة المعروضة بالمتحف ، وعليها كتابات باللون الذهبي من غرزة الحشو بطريقة بارزه وترجع لسنة 1942.

وكل هذه القطع وضحت لنا تطور النسيج على مر السنين حتى وقتنا الحاضر ووضحت لنا أن معظم الملابس الموجدوة حالياً مقتبسة من الملابس الموجودة في العصور السابقة ، ولكن مع بعض التطوير ويأتي كثير من مصممي الأزياء والزوار ليشاهدوا هذه القطع التي وصلت غاية في الأبداع وليرو العقلية المفكرة التي انتجت كل هذا مع قلة الإمكانيات ليقتبسوا منها ومن زخارفها وإعادة صياغتها بما يتماشى مع الوقت الحاضر.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى